السنوات الخداعات.. هل أصبح برشلونة مطالب بالتخلص من ليونيل ميسي؟

0

ركن أساسي من معطيات النجاح هي كيفية الإدارة وطريقتها في التعامل مع الأزمات، وفي كرة القدم تحديدًا يقع على عاتق الإدارة الكثير فإذا اختارات مدرب جيد، وتمكنت من البناء وتطوير أسلوب ثابت، وفي حالة تعاقدها مع لاعبين أكفاء مع الاحتفاظ بأبرز عناصرها فبالتأكيد بهذا الشكل تضع فريقها على منصة البطولات.

قبل عقد من الأن كانت الإشادات ببرشلونة لا تتوقف الفريق العريق الذي بدأ مشروعه من “لاماسيا” ودفع بجورديولا الذي صار الأفضل في العالم وميسي الأفضل في التاريخ ومجموعة رائعة من “أبناء النادي” بوسكتس وإنيستا وتشافي وبويول وبيكيه مع اختلاف سنوات الصعود والأعمار، ولم يجد أي حرج في التخلي عن الأفضل في العالم وقتها رونالدينيو بات اليوم، بلا ملامح وفي مشاكل متتالية تسببت في إنهيار متتالي للفريق.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

الجزء الأساسي في إنهيار برشلونة هو غياب المشروع وإنتهاء “التيكي تاكا” الفكرة التي قامت عليها أعمدة الجيل التاريخي وربما الافضل في تاريخ الكرة مع جورديولا جزء أساسي من هذا الإنهيار خروج اللاعبين الكبار إنيستا وتشافي دون إيجاد بديل يناسب طريقة وهوية برشلونة التي اعتمد عليها منذ سنوات.

خلال المواسم الماضية تعاقد برشلونة مع لاعبين بقيمة مليار يورو في لاعبين لم يقدموا للنادي أي شئ مثل جريزمان، ودي يونج وديمبلي وكوتينيو وبالوينيو، وغيرهم من اللاعبين المشكلة الأكبر أن برشلونة الذي اعتاد أن يشتري القليل مع شرط أن يقدم الإضافة ويناسب طريقة لعب الفريق لم يعد كذلك أصبح يتعاقد دون أن يدرس بشكل جيد مدى الاستفادة من هؤلاء اللاعبين.

المشكلة الثانية هي طريقة اختيار المديرين الفنيين الذين تعاقبوا على النادي بداية من التعاقد مع فالفيردي والذي اعتاد على الكرة الدفاعية مع “اتليتكو بلباو” بالتالي ضاعت هوية النادي الفنية معه وتعرض لأزمات كبيرة منها الخروج من دوري الأبطال برباعية مفاجئة ومذلة من ليفربول في الأنفيلد بعدما فاز في كامب نو بثلاثية وأضاع لاعبوه العديد من الأهداف.

الأزمة الكبرى في برشلونة هي وجود ميسي لماذا؟ اللاعب الأفضل في التاريخ بسبب قدرته الدائمة على صناعة الفارق أصبح نقمة على برشلونة لأنه ولسنوات أخفى عيوب الإدارة الفنية للكثير من المدربين والصفقات التي تعاقد النادي معها، فميسي دائما ما ينقذ الفريق بالتالي تقل الانتقادات ففي عالم كرة القدم طالما تفوز لا تهاجمك الجماهير مهما كان مستواك.

مستوى ميسي أنسى الجماهير قائمة طويلة من اللاعبين الذين حضروا لبرشلونة ولم يقدموا أي شئ لاعبين مثل :”سميدو وبالوينيو اومتيتي وسونج وماثيو وفيدال ولوكاس ديني وألكاثير وياري مينا ودينيس سواريز” قائمة طويلة دخلت كتالونيو السنوات الماضية ولم تقدم أي شئ.

بالتأكيد لا أقصد أن ميسي السبب في ذلك لكن ميسي كان سببًا في إخفاء الكثير من عيوب الإدارة الفنية في برشلونة، وبالانتقال إلى إدارة بارتيمو فيمكن أن نعدد الأزمات خلال السنوات الماضية مثلًا “استقالات عديدة من مجلس إدارته، وتبادل اتهامات بين الأعضاء المستقلين ورئيس النادي بارتوميو، ولا تزال التحقيقات جارية بشأن القضية.

أزمة أخرى مثل جلب فالفيردي ثم طرده بعد خسارة السوبر الإسباني وإحضار كيكي سيتين المدرب الذي لا يملك سيرة قوية لتدريب فريق بحجم برشلونة، وتسببت تلك التغييرات في أزمة كبيرة داخل غرفة خلف الملابس، “ففالفيردي” رغم المستوى الفني السي كان  محبوبا من قبل لاعب الفريق وطريقة التعامل لم تكن جيدة وإن كان وجوده على رأس الإدارة الفنية غير صحيحة من الأساس في رأيي.

دخل لاعبوا الفريق في أزمة مع أبيدال بسبب تصريحاته المسيرة للجدل واضطر ميسي في الرد عليه وحاولت الإدارة احتواء الأزمة قبل أن تحدث أزمة جديدة بسبب مساعد كيكي سيتين، وهو إيدر سارابيا والذي سب اللاعبين في محاولة لإثارة حماسهم وهو ما لم يعجب الكبار في كتالونيا.

بالتأكيد هناك أزمة اقتصادية فبرشلونة يعاني حاليا بسبب فاتورة الأجور الضخمة والصفقات الفاشلة التي كلفت النادي الكثير دون أن تقدم أي شئ.

ورغم كل هذه المشاكل إلا أن إدارة النادي لم تنتبه اليوم على سبيل المثال لا تلتفت الإدارة للعديد من النقاط الفنية الهامة منها إن ليونيل ميسي لم يتبقى الكثير في مسيرته ولا يوجد بديل صحيح أن الأفضل في التاريخ من الصعب توفير بديل له لكن الخطة أو السؤال “ماذا بعد اعتزال ميسي؟”

مشكلة فنية أخرى أن لاعبين مثل بيكي وسواريز وخوردي ألبا وفيدال وبيكيه تجاوزا الثلاثين ولا يوجد بديل لهم ومعدل الأعمار في الفريق يتزايد يوما بعد يوم ومع ذلك ضحت إدارة برشلونة بلاعب شاب وجيد مثل  آرثر مقابل بيانيتش صحيح أنه لاعب جيد لكنها تجاوز الثلاثين بالتالي معدل الأعمار في برشلونة لا يؤهلة للمضي قدما في ظل أيضًا غياب مشروع حقيقي وعدم تصعيد لاعبينا من اللاماسيا.

أزمة أخرى خارج برشلونة وهي الاستقرار الذي بات ريال مدريد يعاني منه فالفريق أتخذ قرار ذكي مهما كانت الاعتراضات عليه برحيل رونالدو وتقليل أعمار اللاعبين وإعادة زيدان والبدء في تكوين جيل جديد من اللاعبين صغار السن ودمجهم مع الخبرات الكبيرة في النادي مثل راموس وبنزيمه وهو ما تجني ثمارة مدريد حاليا وسيظهر أثره في السنوات القادمة والتي سيسيطر ريال مدريد عليها في ظل الإدارة والتخطيط الجيد.

يبقى السؤال هل على برشلونة الإطاحة  بليونيل ميسي؟

ليونيل ميسي قد لا يحبذ فكرة البقاء في برشلونة السنوات القادمة لكن بالتأكيد خروجه خسارة كبيرة والأفضل أن يكون نواه لبناء فريق قوي صغير السن مع خبراته الكبيرة، وهو خيار قد يفكر فيه البعض، لكنه خيار لا يتجاوز العامين وربما على برشلونة تكرار تجربة ريال مدريد دون رونالدو ففي النهاية مصير كل اللاعبين إعتزال كرة القدم.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا