الدوري المصري ليس وحيدًا.. اتهامات «السحر والشعوذة» عرض مستمر في ملاعب العالم

0

«تم قفل الشبكة بواسطة السحر، سيد عبدالحفيظ وممدوح عباس وهاني العتال هم من جلبوا السحرة»، كان هذا هو تعليق المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك على تعادل فريقه مجددًا، أمس، أمام الإنتاج الحربي سلبيًا، بعد التعادل السلبي أمام سموحة وخسارة الفريق أمام طلائع الجيش، ليعيد إلى الواجهة الحديث عن السحر في كرة القدم، وهو حديث له أبعاد وحكايات ليس في مصر فقط بل وحول العالم تصل إلى أكبر الدوريات الأوروبية.

«المرمى مفتوح أمام اللاعبين، لكن الكرة ترفض الدخول، ما يفعله سيد عبدالحفيظ يعد كفراً، لقد منع السحر الحكم من احتساب ركلة جزاء لصالحنا»، هكذا برر «منصور» عدم تمكن فريقه من هز شباك خصمه أمس، وهو الأمر نفسه الذي برر به سابقًا نجم توتنهام إيمانويل أديبايور عقمه التهديفي مع فريقه في وقت سابق عام 2015، حين أكد أن والدته استخدمت تعويذة من السحر الأسود لمنعه من هز الشباك.

- الإعلانات -

تقريرًا طويلًا أعدته صحيفة «ذا صن» البريطانية في 2015 عن استخدام لاعبون للسحر في الدوري الإنجليزي عقب تصريحات «أديبايور»، ليؤكد خلاله براون إيديي، لاعب سوشو الفرنسي حاليًا ووست بروميتش آنذاك، ارتباط عدد من اللاعبين في البريميرليج بسحرة، موضحًا: «أعرف لاعبين منخرطين في سحرة الجوجو، ولا يمكنهم الخروج من هذه العلاقة، إنها مصيدة، قد يحصلون على فوائد على المدى القصير لكن على المدى البعيد يدفعون ثمنها، سحرة الجوجو لديهم تأثير كبير».

- الإعلانات -

وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن أحد لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز يدفع ألف جنيه إسترليني شهريًا لساحر في كوت ديفوار، فيما نقلت عن زوجة اللاعب قولها: «هو أكثر أهمية من مدرب النادي».

ومن الملاعب الإنجليزية إلى الأفريقية، يؤمن العديد من الفرق واللاعبون باستخدام السحر في كرة القدم، وبالقوة الخارقة للسحرة في التأثير على مسار المباريات، وهو ما لفت إليه تقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية في 2012، لافتة إلى الممارسات المختلفة التي يلجأ إليها هؤلاء كدهن زيت النخيل على الكاحل أو أكل جوزة الكولا أو قطع الكاحل بآلة حادة ثم وضع بودرة سوداء على الجرح أو حتى القفز فوق شعلة نار أو التخييم في المقابر قبل المباراة. ولتعمل تلك التعويذات فعلى اللاعبين أيضًا اتباع بعض التعليمات التي يعطيها لهم السحرة، كعدم مصافحة أحد قبل المباراة أو دخل الملعب بظهرهم.

وأعاد وزير الرياضة الكاميروني مايكل زواه في 2010 إقصاء المنتخب الكاميروني من كأس العالم إلى السحر بالإضافة إلى عدد من الأسباب الأخرى، فيما تحدث حينها صحفيون كاميرونيون عن وجود أشخاصًا غريبة يقومون بأفعال غريبة في بعثة الفريق، إذ نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن أحد الصحفيين قوله: «أحدهم كان دائمًا يحمل علبة كبريت، رغم أنه لا يدخن، والأسوأ أنه أضاء شمعة في وضح النهار، إذا لم يكن هذا ساحر إذن فمن سيكون؟».

واقعة أخرى كان بطلها المنتخب النيجيري أوضحت كيف آمن الفريق بالسحر الكاميروني، ففي مباراة بتصفيات كأس العالم، وصل النسور الخضراء إلى الكاميرون إلا أنهم رفضوا ركوب السيارة المخصصة لهم من المسؤولين الكاميرونيين، وذهبوا مباشرة إلى سفارة بلدهم في سيارة تخصها، كما لم يعودوا إلى الفندق المخصص لهم وقضوا ليلتهم في مبنى السفارة.

وفي يوم المباراة، اتجه اللاعبون إلى الملعب حاملين أحذيتهم في أيديهم، إذ لم يرغبوا في إصابتها بأي تعويذة وضعها الكاميرونيون في غرفة الملابس، ولم يرتدي النيجيريون أحذيتهم إلا بعد دخولهم إلى الملعب، لكن كل هذه الاحتياطات لم تمنعهم من خسارة المباراة في الأخير.

وادعى أحد السحرة، خلال التقرير البريطاني، أن بإمكانه إلقاء تعويذة على الكرة وقائم المرمى تمنع الكرة من دخول الشباك، موضحًا: «اللاعبون الأوروبيون يأخذون العقاقير لتحسين أدائهم، نحن الأفارقة لا نستطيع الحصول على العقاقير، ولكن لدينا عين ثالثة وتركيبات تقليدية لا يمكن للاختبارات العلمية كشفها».

ولم يسلم المنتخب المصري من محاولات السحر الأفريقي خلال رحلاته إلى عدد من بلاد القارة السمراء، وربما من أشهرها ما وجده الكابتن محمود الجوهري وجهازه الفني، تحت مقعده، أثناء قيادته لمباراة الفراعنة أمام السنغال في تصيفات كأس العالم 2002، إذ عثروا على حقيبة مغلقة بداخلها عظام حيوانات ميتة مصحبة بكتابات بلغة غير مفهومة، وكذلك ما كشف عنه مؤخرًا موقع «غانا ويب» الغاني، من استخدام أحد المسؤولين الغانيين لجسد ماعز ميت بناء على نصيحة أحد السحرة، لمساعدة منتخب بلاده في المباراة التي فاز بها بسداسية مقابل هدف واحد على الفراعنة في تصفيات مونديال 2014.

أما على الصعيد العربي، قام نادي الوصل الإماراتي بإذاعة آيات من القرآن الكريم في مكبرات الصوت بملعبه لمدة ثلاثة أيام، حسب تقرير لصحيفة «البيان» الإماراتية عام 2013، إذ كان الغرض من ذلك كما أوضح التقرير هو تحصين الملعب وطرد الأعمال والشياطين، بعد خلاف بين الإدارة القديمة للنادي والإدارة الجديدة، والتي عانت من الإخفاقات المتتالية.

ونالت الاتهامات باستخدام السحر الملاعب السعودية أيضًا، إذ اتهم عبده عطيف، لاعب الهلال السعودي السابق، بعض أندية المملكة باستخدام السحر والشعوذة خلال مداخلة تلفزيونية عام 2017، نقلها موقع «يوروسبورت»، مؤكدًا أنه تعاون مع الجهات المعنية لكشف السحرة في أحد الأندية في حالة تلبس.

كذلك، اعترف صالح النعيمة، لاعب الهلال والمنتخب السعودي السابق، باستخدام السحر «الدنبوشي» في إحدى المباريات، خلال حوار له مع صحيفة «عكاظ» السعودية موضحًا أنه استغفر الله مباشرة عقب المباراة واتجه إلى مكة ليؤدي العمرة.

ولم تسلم الملاعب المصرية بدورها من الاتهامات باستخدام السحر، فأرجع الراحل سيد متولي، رئيس النادي المصري في عام 2008، تراجع نتائج الفريق آنذاك للسحر الأسود، مؤكدًا أن لاعبيه يتعرضون لـ«قوة خارقة» تجعلهم يهدرون الفرص. لاعب الأهلي السابق عبدالحميد حسن أيضًا لمح إلى إمكانية استخدام شخصًا ما للسحر للتسبب في إصابة لاعبي الأهلي، الموسم الماضي، خلال برنامجه على قناة النادي، إذ قال: «اللعيب بيبقى مصاب وينزل الملعب يتصاب ثاني، يعني أحمد فتحي ينزل يتصاب، مش عارف باسم (علي) ينزل يتصاب، رامي ربيعة مش عارف يرجع أساسًا، صلاح محسن، جيرالدو، أنا خايف سيد عبدالحفيظ ولا مدير فني وهو قاعد يتصاب، لازم نفكر ليه الإصابات الكثيرة دي، وليه لأ يعني مايكونش فيه حد عامل للعيبة دي حاجة؟».

وكذلك برر إبراهيم حسن، أثناء توليه منصب مدير الكرة في نادي الزمالك عام 2011، تعثر فريقه أمام الجونة بأن «الفريق معمول له عمل»، موضحًا أنه وجد مياه ملقاة على الطريق المؤدي إلى غرفة الملابس.

أما أكثر من وجه اتهامات لمنافسيه باستخدام السحر ضد فريقه فكان مرتضى منصور، رئيس الزمالك، والذي اتهم الحارس عصام الحضري سابقًا باستخدام السحر لمنع الكرة من دخول مرماه، كما اتهم الأهلي بالفوز بمباراة القمة في في الجولة 37 من الدوري الممتاز عام 2015، بالسحر والشعوذة، وهو الاتهام الذي عاد ليكرره في هزيمة فريقه أمام الفريق الأحمر في ختام الدوري الموسم الماضي.

هذا الموسم أيضًا، تحدث «منصور» عن السحر بعد تعادل فريقه أمام سموحة في الجولة التاسعة من الدوري الممتاز سلبيًا، إذ عرض صورة ادعى أنه يظهر فيها «قفل» على الشبكة وبه «قرآن بالمقلوب»، معلقًا على ذلك قائلًا: «مبقتش رياضة».

وعاد ليكرر اتهاماته للسحر في الوقوف خلف تراجع نتائج الفريق عقب تعثره مجددًا أمام الإنتاج الحربي مصرحًا عقب المباراة: «لاعبو الزمالك رجال، لا توجد أي أزمات مع اللاعبين، ولا توجد أزمة مستحقات، ممدوح عباس جلب ساحرا من نيجيريا وسيد عبدالحفيظ لديه ساحر من مصر لمنعنا من التسجيل».

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا