كيف استغل سانتياجو سولاري الفرصة ليربح وظيفة تدريب ريـال مدريد «بشكل دائم»؟

عندما قرر فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريـال مدريد الإطاحة بالمدرب الأسباني جولين لوبيتيجي، على خلفية خسارة الأخيرة الثقيلة بنتيجة 5-1 امام الغريم التقليدي والمنافس الدائم للفريق، برشلونة، أعلن مع ذلك قرار تصعيد مدرب الفريق الثاني بالنادي (الكاستيا)، سانتياجو سولاري، لتولي مهمة تدريب الفريق بشكل مؤقت، ولمدة أسبوعين لحين الوصول لقرار نهائي بشأن المدرب «الدائم» القادم لقيادة الفريق.

وصول سولاري لتولي قيادة الفريق كان بسبب عدم توصل ريال مدريد لإتفاق مع أي مدرب أخر «متاح» على الساحة، في ظل أن أكثر من 30% من الموسم قد مر بالفعل، ولم يكن أمام ريال مدريد الكثير من الخيارات، أبعد من الإيطالي أنطونيو كونتي، بالإضافة لمدربي المنتخب البلجيكي ونادي توتنهام، روبرتو مارتينيز وماوريسيو بوتشيتينو، على الترتيب.

ولم يرغب أي نادي أو منتخب في التخلي عن مدربه، في حين أشارت العديد من التقارير الصحفية إلى استحالة نجاح المفاوضات بين «بيريز» والمدرب أنطونيو كونتي الذي لا يتناسب فكريًا تمامًا مع رئيس ريـال مدريد، المتحكم في كل شيء تقريبًا في النادي عدا التدريب والرسم التكتيكي بالملعب.

في ظل كل ذلك، استغل سانتياجو سولاري الفرصة التي لاحت له وحقق الانتصار في جميع المباريات التي قاد خلالها ريـال مدريد (واحدة في كأس الملك وواحدة في دوري الأبطال، وأثنين في الدوري الأسباني)، فيما أحرز فريقه 15 هدفًا ولم يدخل مرماه سوى هدفين، ليصبح «سولاري» أول مدرب يفوز بأول 4 مباريات له مع ريـال مدريد منذ عام 2009، مع التشيلي مانويل بيليجريني، ويصبح أول مدرب يحقق فارق تهديفي يصل إلى 13 هدف في أول 4 مباريات له، متفوقًا على رقم «بيليجريني»، الذي حقق فارق 12 هدف في أول 4 مباريات له مع ريـال مدريد، لتكون البداية الأفضل لمدرب على مدار 116 عام في تاريخ ريـال مدريد.

البداية المميزة لـ«سولاري» مع ريال مدريد صاحبها تألق كبير من الفرنسي كريم بنزيمة، الذي كان الاسم الأبرز في المباريات الـ4 الأخيرة، فـ«بنزيمة» سجل هدفًا في مباراة الكأس ضد مليلية، كما تسبب في الهدف الثاني ضد ريال بلد الوليد بحصوله على ركلة جزاء، بالإضافة إلى تسجله هدفين وصنع هدف ضد فيكتوريا بلزن في دوري الأبطال، قبل تسجيله هدفًا ضد سيلتا فيجو في المباراة الأخيرة التي انتهت 4-2 لريال مدريد وتسببه في الهدف الثاني الذي احتسب للمدافع في مرماه بعدما ارتطمت تسديدة الفرنسي بالقائم وردت في جسد المدافع وسكنت الشباك، ليكون المهاجم الفرنسي تسبب في تسجيل 7 من أصل 15 هدف سجلهم ريـال مدريد في عهد «سولاري»، وهو ما يوازي 46.6% من إجمالي أهداف الفريق خلال فترة تدريب «سولاري» للنادي.

ولم يكن تألق «بنزيمة» وحده هو العنصر اللافت في فترة «سولاري»، بل كان الأداء الدفاعي الأكثر صلابة وقوة أيضًا واحد من أهم النقاط التي تصب في مصلحة المدرب الأرجنتيني، بعد أن استلم فريق حافظ على نظافة شباكه في 3 مناسبات فقط خلال أخر 12 مباراة في مختلف البطولات، ليحقق نفس الرقم (3) في 4 مباريات فقط.

وجاء فوز ريـال مدريد الكبير على سيلتا فيجو بنتيجة 4-2 ليعلن معه نجاح «سولاري» في الاختبار الأكبر والأهم له، أمام فريق عانى أمامه كثيرًا في ملعب بالايدوس، إذ فشل ريـال مدريد في الفوز على سيلتا فيجو خلال الموسم الماضي، إبان فترة تدريب المدرب الفرنسي زين الدين زيدان.

ريـال مدريد لم يعلن رسميًا تعيين «سولاري» بشكل دائم، لكن النتائج والأداء، مع التقارير الصحفية المؤكدة من شبكة «إي إس بي إن» وصحيفة «ماركا» الأسبانية، المقربة من كواليس صناعة القرار في النادي الملكي، تقول إن قرار تعيين المدرب الأرجنتيني بشكل دائم سيتم إعلانه في وقت قريب، وأن المدرب صاحب الـ42 عامًا سيتولى قيادة النادي حتى نهاية الموسم على الأقل.