الطريق إلى «باليرمو».. رحلة طويلة وجيل جديد ..(الحلقة الأولى)

0

كان وضع الكرة المصرية قبل لحظة الصعود لكأس العالم، مأساوياً بامتياز خروج من تصفيات دورة الألعاب الأوليمبية بهزيمة على استاد القاهرة من المنتخب التونسي، ثم تراجع جديد وخسارة من سوريا بضربات الترجيح في قبل نهائي البطولة العربية.

فوق ذلك كله كانت مصر على موعد مع اعتزال جيل من أفضل لاعبي كرة القدم في التاريخ، الخطيب، مصطفى عبده، حسن شحاته، وغيرهم بينما الباقون مثل شوقي غريب ومحمد عمر وعماد سليمان على وشك الاعتزال فلم يكن أمام المدير الفني إلا إكتشاف جيل قادر على الصعود بالمنتخب الوطني، وهو ما فشل فيه المدرب الويلزي مايكل سميث ليرحل وتبقى معضلة المدرب الجديد لمنتخب مصر.

- الإعلانات -

- الإعلانات -

«الجوهري» في الصورة

على عكس المنتخب والأداء السئ وحالة عدم الاستقرار التي يعاني منها، كان الأهلي يمر بفترة جيدة على المستوى الفني في حضور المدرب ديتريش فايتسا، الذي غير شكل الكرة المصرية وطريقة اللعب لتصبح ـ5 – 3- 2، إضافة لجيل جديد شاب يقوده حسام حسن وبدر رجب وأيمن شوقي وأحمد شوبير وثابت البطل ونجوم جديدة وقديمة.

وقتها كان محمود الجوهري هو المدرب الأفضل في مصر وربما المنطقة العربية بفضل النتائج التي حققها مع النادي الأهلي على الصعيدين المحلي والأفريقي، ثم انتقل بعدها لتدريب الأهلي السعودي، قبل أن يجري رئيس اتحاد الكرة حسن عبدون اتصالا به في سبتمبر 1988 يعرض عليه تولي مسؤولية المنتخب الوطني.

جاء الجوهري بمجموعة من الأفكار الجديدة في التدريب والتعامل مع وسائل الإعلام وحتى حشد الجماهير، وأخذ الطريقة التي يلعب بها الأهلي ووضع عليها لمسته الشخصية، لكن التحدي الأكبر هو كيف يتم تشكيل منتخب شاب، ربما ذلك كان سبب في دخوله مشاكل عديدة بعد استبعاد محمد عمر لاعب الاتحاد وشوقي غريب نجم المحلة وعماد سليمان نجم الإسماعيلي، وصولاً إلي التجاهل المستمر للحاوي الزملكاوي حمادة عبد اللطيف، وخلافه القديم مع طاهر أبو زيد.

بدأ الجوهري الاعتماد على وجوه جديدة وطريقة لعبة نجحت مع الأهلي ولاعبون يعرفون مهام الطريقة بشكل جيد ربما ذلك ساعدة في الوصول إلى أهدافه بشكل أو بأخر.


قرعة سهله ومشوار صعب

أوقعت القرعة مصر في مجموعة سهله «ليبريا وكينيا ومالاوي» ومع ذلك لم يكن التأهل سهلاً لكن بفضل مجموعة الشباب الذين صنع الجوهري منهم نواة لمنتخب مصر والحماس الذي لعبوا به إضافة لأن المنتخب لم يكن «الأهلي والزمالك فقط» بل ضم مجموعة من نجوم الأندية الاخرى من غزل المحلة صابر وخالد عيد، وأحمد الكأس من الاوليمبي، وياسر فاروق من الترسانة وطارق سليمان من المصري البورسعيدي، وهشام عبد الرسول أكثر المميزين في المنتخب الوطني ولاعب المنيا، ومعهم حسام حسن وإبراهيم حسن ومجدي عبد الغني وجمال عبد الحميد وأحمد شوبير وربيع ياسين وغيرهم من النجوم.

نجح المنتخب في خطف بطاقة الترشح لكأس العالم 1990 من أنياب المنتخب الجزائري القوي والمدجج بكبار المحترفين في أوروبا وعلي رأسهم رابح ماجر الذي قاد بورتو البرتغالي للفوز ببطولة أوروبا لأبطال الدوري باسمها آنذاك عام 1987 بعد تغلبه علي بايرن ميونخ.

قرعة كأس العالم .. مصر في مواجهة بطل أوروبا

لم تكن القرعة صعبة أوقعت مصر مع هولندا، ايرلندا، إنجلترا، خيم صمت كئيب علي أجواء مصر فور انتهاء القرعة، وبدأت المقارنات بقرعة فريق أفريقي أخر هو الكاميرون التي وضعها حظها العاثر في مباراة الافتتاح أمام حامل اللقب الأرجنتين بقيادة مارادونا، قبل أن تواجه رومانيا القوية والاتحاد السوفيتي المرعب، أو منتخب الإمارات الشقيق الذي وقع إلي جوار ألمانيا ويوجوسلافيا وكولومبيا.

رحلة الاستعداد لكأس العالم

عاشت مصر فرحة جماهيرية كبيرة، بعد الصعود لكأس العالم، وتحول الجوهري ولاعبي المنتخب إلى أبطال قوميين توقف الهجوم وصارت مطالب المنتخب أوامر من القيادة السياسية والرياضية، وفي الفترة من يناير وحتى شهر مايو 1990 لعبت مصر العديد من المباريات الودية الهامة.

وخلال الفترة من يناير حتي مايو واجه المنتخب كوريا الجنوبية والنمسا والدنمارك بالقاهرة، وانتهت جميعها بالتعادل السلبي، قبل أن يلقي المنتخب خسارة مذلة علي أرضه من رومانيا 1-3 ويتقدم الجوهري باستقالة لامتصاص غضب الجماهير، قبل أن يسحبها سريعا.

وسافر بالمنتخب إلي الريفيرا الفرنسية ليواجه عدداً من الأندية، قبل أن يقدم عرضا رائعا ويهزم تشيكوسلوفاكيا علي أرضها، ويعود ليخسر من ألمانيا الشرقية علي أرضها، ومن ثم يسافر إلي اسكتلندا لمعسكر إعدادي يختتمه بمباراة تاريخية يهزم فيها أصحاب الأرض بثلاثية، ثم اختتم استعداداته لكأس العالم بمواجهة كولومبيا بنجومها العالمية كارلوس فالديراما والحارس رينيه هيجيتا ويتعادل الفريقان بهدف لكل منهما بعد أداء متميز للمنتخب المصري.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا