مونديال روسيا 2018: نيمار.. من شاطىء البرازيل إلى أغلى لاعبي العالم

0

كغالبية اللاعبين البرازيليين، بدأ المشوار الكروي لنجم باريس سان جيرمان الفرنسي نيمار من الشاطىء، لكن إبن بلدة موجي داس كروزس في ولاية ساو باولو، لم يحلم يوما بأن يبلغ عامه الخامس والعشرين، وهو أغلى لاعب في تاريخ اللعبة الشعبية الأولى في العالم.

قبل عشرين عاما، كان المدرب بيتينيو يتابع مباراة في كرة القدم الشاطئية عندما لمح طفلا نحيلا في السادسة من عمره، يركض على المدرجات نزولا وصعودا أسرع من أي طفل بهذا العمر شاهده في حياته… كان هذا الطفل نيمار.

- الإعلانات -

ركض نيمار في ذاك اليوم من عام 1998 بالقرب من سانتوس، جنوب ساو باولو، تحت أنظار والدته التي كانت تتابع والده، الظهير المحترف المعتزل مؤخرا، يلعب مباراة هواة في كرة القدم الشاطئية.

- الإعلانات -

بالنسبة للخبير بيتينيو: «رأيت الأمور بهذه الطريقة»، بحسب ما يوضح لوكالة فرانس برس، في مدينة ساو فيسينتي حيث ما زال مقيما، غير بعيد من الشاطىء الذي اكتشف فيه «الذهب».

عاد الرجل البالغ 60 عاما، بالزمن إلى تلك اللحظة وما خالجه حينها.

ويقول: «الوالد يلعب بشكل جيد، الوالدة طويلة القامة، وبالتالي إذ كبر الطفل ليصبح نحيلا مثلها وبمهارة والده، فسيكون ناجحا».

وكان بيتينيو يدرك ما يتحدث عنه، فقبلها بثماني أعوام اكتشف روبينيو الذي تألق لاحقا في سانتوس، فريق الأسطورة بيليه، ثم انتقل إلى عملاق أوروبا ريال مدريد الإسباني، مانشستر سيتي الإنجليزي وميلان الإيطالي، وشارك مع منتخب البرازيلي في كأسين للعالم.

لكن ما لم يدركه بيتينيو حينها، أنه اكتشف لاعبا أفضل بكثير من روبينيو.

بعدما أعجب بما شاهده يومها، اقترب بيتينيو من الوالدين وطلب منهما إذا كان باستطاعته الذهاب مع «جونينيو»، وهو تصغير لاسم جونيور الذي ما زال يطلق على نيمار من قبل العائلة، للمشاركة في تدريبات فريق المنطقة في كرة الصالات، جريميتال، فوافقا على طلبه.

ويوضح بيتينيو: «طوال مسيرتي كنت أريد أن أجد لاعبا يستطيع تجسيد روح بيليه، ضربني البرق مرتين»، في إشارة إلى أنه وجد ضالته.

ترافق مسار بيتينيو ونيمار في رحلة قادت الأخير من ناد إلى آخر، قبل التوقيع للمشاركة في البرنامج التدريبي لنادي سانتوس حين كان في الـ11 من عمره.

سمعة المراوغ الماهر والنحيل سبقته بحسب ما يكشف بدرو لوبيز، صديقه في نادي جريميتال حيث التقيا للمرة الأولى قبل 16عاما.

ويوضح: «كنا نعرف من هو نيمار، كانوا يعتنون به كما لو كان المستقبل العظيم».

كان نيمار في التاسعة من عمره فقط عندما وصل إلى هناك، لكن بعد دورتين تدريبيتين فقط نقل إلى فئة عمرية تناسبه، ويتذكر لوبيز: «في معظم مبارياتنا كنا نمرر الكرة له وننتظر أن يتلاعب بنصف الفريق المنافس».

أصبح لوبيز ونيمار صديقين مقربين في الملعب والمدرسة على حد سواء، ورغم أن نيمار كان طالبا جيدا، إلا أن مستقبله ومصيره كانا جليين.

بالنسبة لمدرب جريميتال اليسديس ماجري: «كان نيمار يتمتع بموهبة فطرية تم شحذها مع الوقت، لاسيما في الجانب الجماعي من اللعبة، لأنه كان دائما شخصا متعطشا جدا للكرة، أراد أن يحصل على الكرة، مرواغة الجميع».

كان اللقب الأول في مسيرة نيمار مع جريميتال الذي بدأ معه سلسلة من الألقاب التي شملت لاحقا دوري أبطال أوروبا، كأس ليبرتادوريس لأبطال أميركا الجنوبية والذهبية الأولمبية.

وفي جريميتال ايضا بدأ تقليده الاحتفالي بالألقاب بوضع عصابة رأس أعطيت له من قبل والدته الملتزمة دينيا، وكتب عليها «100 بالمئة يسوع».

بالنسبة للمشجعين، غالبا ما يصنف نيمار بالطفل المدلل، لا يثنيه أي شيء عن استعراض أحدث وشومه على انستاجرام.

لكن للذين عرفوه منذ البداية، يرون نيمار المرح الذي يحب المزاح، وهو أمر لا يشاهده فيه الناس غالبا، خلافا للوبيز الذي يعتبره: «شخصا يتمتع بطاقة مدهشة وسعادة وانفتاح، يشعر دائما بالرضا حيال الحياة، عندما أكون محبطا، أحاول الاقتراب منه لأنه ينقل قدرا كبيرا من الإيجابية».

بشعره المصبوغ ووشومه وحبه لانستاجرام، يتناسب لوبيز تماما مع مجموعة نيمار من الأصدقاء الذين يطلقون على أنفسهم اسم «تويس»، أي «أنتم» بالبرتغالية.

تحلقت «العصابة» حول مهاجم سان جرمان عندما عاد إلى بلاده لإجراء الجراحة بعد تعرضه لكسر في مشط قدمه في فبراير الماضي.

ويروي لوبيز: «عندما عانى من الحزن جراء هذه الإصابة، لجأ إلى أسرته للمواساة، لرفع ثقته بنفسه والتعافي بأسرع ما يمكن».

ومن متطلبات نيمار لرفع معنوياته، أن يجلب اليه لوبيز قميص نادي جريميتال لإضافتها إلى مجموعته، كانت لحظة حنين إلى الماضي، لكن بالنسبة لمكتشفه بيتينيو، فإن جذور نيمار أصبحت على بعد آلاف الأميال منه: «أمضيت ستة أعوام أعتني به، وهذا وقت طويل».

أضاف: «لكنه الآن جزء من العالم».

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا