مونديال روسيا 2018: ميسي «هدية الحياة» للأرجنتين

0

قبل 20 عاما، كان إنريكي دومينجيز مدربًا لفئة اللاعبين مواليد 1987 في مدرسة كرة القدم بنادي نيولز أولد بويز في روزاريو، عندما شاهد فتى في سن العاشرة يدعى ليونيل ميسي «إنه هدية الحياة»، ما زال يكرر تلك العبارة المدرب الذي بلغ الـ 67 من عمره.

جالسا في مدرجات ملعب مارسيليو بييلسا، يستعيد دومينجيز الفتى الذي كان يتميز بأنه «طبيعي، كان قائدا بالفطرة».

- الإعلانات -

عندما كان المدرب يعطي اللاعبين توجيهاته، كان ميسي يصغي إليه بانتباه، على رغم أنه لا يتوقف عن مداعبة الكرة، نظرا لتعجله الدائم لبدء التدريب.

- الإعلانات -

يضيف دومينجيز «ميسي يختلف عن كل أقرانه، هو الأفضل في التاريخ، ولا منافس له سوى نفسه».

يلقب حامل القميص الرقم 10 في المنتخب الأرجنتيني ونادي برشلونة الإسباني، المدرب دومينغيز بـ «بابا نويل»، نظرا لضخامة حجمه وارتدائه لباسا رياضيا أحمر اللون.

بالنسبة إلى دومينجيز، يشكل مونديال 2018 «الفرصة الأخيرة لميسي وهو في قمة فنه» لإزاحة دييجو مارادونا المتوج في مونديال 1986 عن عرشه.

«خبيث، لعوب» في شارع «استادو دي اسرائيل»، لا يزال دييجو فايخوس، جار وصديق ميسي منذ تسعينات القرن الماضي، يقطن في المنزل نفسه، يتذكر إنه وميسي كانا يأخذان من جد «ليو» بعض القطع النقدية لشراء الحلوى.

ويقول فايخوس، «رفيق عمر» ميسي، أن الأخير «كان خبيثا ولعوبا، لكن في كرة القدم هو أفضل من الجميع، عندما كانت شوارع الحي تغرق بمياه الأمطار، كنا نلعب كرة القدم والمياه تصل إلى مستوى الركبة».

وعلى غرار جميع سكان روزاريو مسقط ميسي، يرغب فايخوس بأن «يكسب» ميسي المونديال، وأن تكون كأس العالم 2018 في روسيا «تحفة» أفضل لاعب في العالم خمس مرات.

في حي «جنرال لاس هيراس» الشعبي، يقع منزل عائلة ميسي، غير المأهول والذي باتت واجهته في حالة سيئة. لا تزال ملكيته عائدة إلى خورخي والد ليونيل، والذي كان يعمل في الحدادة حتى فقد عمله عام 2000، قبل أشهر من انتقاله وعائلته إلى مدينة برشلونة الإسبانية.

في زاوية الشارع، جدارية تتضمن رموزا أرجنتينية، منها ميسي بالقميص الأبيض والأزرق السماوي العائد للمنتخب، الأسطورة دييجو مارادونا، وغيرهما من الشخصيات التي طبعت تاريخ البلاد.

«أكبر» من مارادونا، كانت عائلة ميسي في العام 2000 تواجه حالة مادية صعبة، لا تغطية صحية تتكفل بالعلاج الهرموني اللازم لنمو اللاعب الموهوب، ولا مستقبل في الأندية الأرجنتينية، قررت العائلة الانتقال إلى برشلونة، حيث وقع ميسي بعد أشهر عقدا مع العملاق الكاتالوني ليبدأ مسيرة من المجد.

في كاتالونيا، بدأ ميسي علاجا سمح له ببلوغ 1،69 مترا، غير أن إخصائي الغدد الصماء دييغو شفارزتاين، اكتشف لديه عجزا هرمونيا ووصف له حقنا يومية، ويؤكد الطبيب لوكالة فرانس برس، إنه قال لميسي «لا تقلق ستصبح أكبر (أطول) من مارادونا، لا اعرف ما اذا كنت ستصبح أفضل منه، لكن بالتأكيد أكبر منه»، علما بأن طول مارادونا هو 1،65 مترا.

في ذاك الوقت، كانت عائلة ميسي تخشى من أن يكون قصر القامة عائقا أمام ابنها لفرض نفسه كلاعب محترف، ولم يكن الطبيب شفارزتاين، يتصور أن مريضه الخجول سيصبح الأفضل في العالم.

ويحلم شفارزتاين، بأن يصبح ميسي بطلا للعالم، وبأن يعود يوما ما إلى ارتداء قميص ناديه السابق نيولز أولد بويز.

ويقول «ليو ليس تلميذي، ولكني أشعر أنني جزء من تاريخه».

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا