الدورى بعد 70 سنة

0

فى شهر أكتوبر المقبل ستحتفل مصر بمرور سبعين سنة على بداية هذا الدورى العام فى عام 1948 بقرار ملكى لينشغل المصريون بكرة القدم عما جرى لجيشهم فى حرب فلسطين.. وفى الأيام القليلة الماضية عاشت الكرة المصرية الأسبوع الأول من المسابقة الستين لهذا الدورى العام.. وبالتأكبد لا تتسع المساحة هنا للحديث عن رحلة هذا الدورى فى سبعين سنة وما الذى تغير منذ الدورى الأول عام 1948 حتى الدورى الحالى 2018.. والأندية التى بدأت واستمرت أو بدأت ثم تراجعت أو اختفت وشكل المسابقة الذى أبدا لم ينتظم أو يستقر.. ولكن يمكن فقط التوقف الآن أمام بعض الأمور الأساسية.. فقد اختفت تماما بعض الأفكار والمقولات القديمة التى كانت وستبقى خاطئة مثل أن هذا الدورى مجرد مسابقة كروية يفوز بها فى النهاية ناد واحد بينما الحقيقة هى أن هذا الدورى حياة كاملة لكثيرين جدا سواء كأفراد أو أندية ومؤسسات..

وظائف وعمالة وتجارة وصراعات وحروب وأحلام.. كما أن لهذا الدورى وظائف عديدة أخرى سياسية واجتماعية ونفسية أيضا.. ومن تلك الأخطاء القديمة والشائعة أيضا أن الهدف الأساسى والأول للدورى هو إعداد منتخب وطنى قوى.. وليس ذلك صحيحا فإعداد وتجهيز المنتخبات ليس من الوظائف الأساسية لمسابقات الدورى فى بلدان العالم حولنا.. والمنتخبات القوية لها سبل أخرى ومختلفة تماما عن مسابقات الدورى بكل وظائفها وحساباتها الأخرى.. ومثلما اختفت أمور وأفكار ظهرت عادات وقوانين أخرى جديدة لم يكن لها وجود فى الماضى.. فلم يعد هناك غالبا من يعترف بأى خطأ سواء كان مسؤولا أو إداريا أو مدربا أو لاعبا.. إنما هو دائما حكم المباراة المتهم طول الوقت بأنه المسؤول الأوحد عن أى هزيمة أو تعادل.. ولم يعد هناك جمهور لأى ناد يعترف بأخطاء لفريقه لكنه دائما يرفع شعار المؤامرة وفساد أو سوء التحكيم.. كما ظهرت أيضا تلك الأحكام المتعجلة التى لا علاقة لها بكرة القدم وفلسفة وروح مسابقاتها.. فقد بدأ الكثيرون إصدار أحكامهم شبه القاطعة على مستويات الأندية ولاعبيها ومدربيها مع أن أى ناد لم يلعب إلا مباراة واحدة فقط.. ووفق أى قانون كروى.. لا يمكن التنبؤ بأى مستوى أو نتائج لأى فريق بعد مباراة واحدة أيا كانت نتيجتها.. فالمشوار لايزال طويلا والكلام أيضا لا يزال كثيرا.

-الإعلانات-

اترك تعليقا

قد يعجبك أيضًا